حوار بين فلسطيني وامه

أماه مـا هـذا الغبـار يثـارُ (
) مالي أرى الدنيـا بنـا تنهـارُ
أماه قولي أين أسـرة جارنـا (
) بل أين مرتعهم و أيـن الـدارُ
وجدار مدرستي ومسجد حيِّنـا (
) أ فعميت عن شوفها الأبصـارُ
أوذاك زلزال أصـاب بلادنـا (
) أم أنهـا نـار فبئـس النـارُ
من هؤلاء الجند حول ديارنـا (
) أهمُ لنجدتنـا أتـوا وتبـاروا
أماه أبصرهم قد اقتـادوا أبـي (
) بيديه من ثقل الحديـد سـوار
أماه ما تلك الدمـاء تناثـرت (
) مـن حولنـا فكأنهـا أنهـار
أماه مالك قد صمـت بحسـرة (
) عيناك تبكي والدمـوع غـزار
مهلا بني، فلم يحـل بأرضنـا (
) خسف ولا ريح لهـا إعصـار
حقد اليهود وجيشهم وعتادهـم (
) بجميع أسلحة الدمار أغـاروا
غزو قد اجتاح الديار وأهلهـا (
) ولقتلنـا يتسـابـق الكـفـار
أطفالنـا ونساؤنـا و شيوخنـا (
) بدمائهـم يتـلـذذ الأشــرار
أفراحنـا أحلامـنـا آمالـنـا (
) قد أحرقت واغتالهـا الجـزار
أماه شيء لا تصدقـه النهـى (
) يا ويلهـم أ قلوبهـم أحجـار
أماه أين عهودهـم و سلامهـم (
) أ وليس يجمعنـا بهـم إقـرار
أماه أين المسلمـون لنصرنـا (
) أ وليس يربطنا هدىً و شعـار
أماه أين عروبة نشـدوا بهـا (
) وبعزهـا تتناغـم الأشـعـار
أماه ردي أين مجلـس أمنهـم (
) عن عدلـه تتحـدث الأخبـار
أماه أين وأيـن ألـف تسـاؤل (
) ردي قد انهارت بـي الأفكـار
يكفي بني فدتك روحي لا تـزد (
) يكفي فقد ضاقت بـي الأقـدار
صبرا فليس اليأس طبع مناضل (
) وبأرضهم يتمسـك الأحـرار
أبشر فوعـد الله حتمـا واقـع (
) سبحانـه المتـفـرد القـهـار
في يوم ملحمة إلى الأقصى بها (
) تتكلـم الأحجـار والأشجـارُ
والمسلمون على فـؤاد واحـد (
) تتلاحم الأقطـار و الأمصـارُ
هم قادمون إلى منابر قدسهـم (
) هم قادمـون وعزمهـم بتـارُ